سلسلة قصص الأنبياء يوسف
قصص الانبياءيوسف
1-كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ يَعْقُوبُ يَحِبُّ ابْنَهُ يُوسُفَ حُبًّا شَدِيدًا، وذَاتَ يَوْمٍ قَالَ يُوسُفَ عَ لِأَبِيهِ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا والشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لِي سَاجِدِينَ، فَقَالَ لَهُ يَعْقُوبُ : إِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيم، وأمَرَهُ بِعَدَمِ الأفْصَاحَ عَنْ رُؤْيَاهُ لِإِخْوَتِهِ حَتَّى لَا يَحْقِدُوا عَلَيْهِ، َوزَادَ حُبُّ يَعْقُوبَ لِابْنِهِ يُوسُفَ
2-لَمَّا رَأَى إِخْوَةً يُوسُفَ حُبَّ أَبِيهِمْ يَعْقُوبَ ا ليوسف حَقَدُوا عَلَى يُوسُفَ فَقَرَّرُوا قَتْلَهُ، فَذَهَبُوا إِلَى أَبِيهِمْ وطلبوا مِنْهُ أَن يُرْسِلَ يُوسُفَ مَعَهُمْ لِيَلْعَبَ ويَرْعَى الأغنام ، فقال لَهُمْ يَعْقُوبُ يْهِ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْكْلَهُ الذَّنْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ فَقَالُوا لَهُ: كَيْفَ يَأْكُلُهُ الذَّنْبُ ونَحْنُ كَثِيرُونَ؟ فَوَافَقَ يَعْقُوبُ عَلَى مَصْضٍ.
3-خَرَجَ يُوسُفُ هِ مَعَ إِخْوَتِهِ سَعِيدًا، وَاقْتَرَحَ الْأَخَ الْأَكْبَرُ أَنْ يُلْقُوا بِيُوسُفَ ال فِي البِئْرِ، فَخَلَعُوا قَمِيصَ يُوسُفَ وَ أَلْقُوهُ فِي البنر، ثُمَّ ذَبَحُوا شَاةً صغيرة وَ لَطَّخُوا قَمِيصَهُ بِدَمِها، وَعَادُوا إِلَى أَبِيهِمْ يَبْكُونَ، وَ قَالُوا إِنَّ يُوسُفَ قَدْ أَكَلَةُ الذَّنْبُ أَثْنَاءِ غِيَابِهِمْ فَلَمْ يُصَدِّقُهُمْ يَعْقُوبُ ، وَ ظَلَّ يُوسُفَ فِي الْبِئْرِ حَتَّى مَرَّتْ بِجَانَبِ الْبِئْرِ قَافِلَةً فَوَجَدُوا يُوسُفَ فَأَخْرَجُوهُ و أَخَذُوهُ مَعَهُمْ إِلَى مِصْرَ.
4-عِنْدَمَا وَصَلَتْ الْقَافِلَةُ إلَى مِصْرَ عَرَضُوا يوسف ل للبيع فَاشْتَرَاهُ عَزِيزُ مِصْرَ، وَ كَبُرَ يُوسُفُ فِي قَصْرِ الْعَزِيزُ مُكَرَّمَا حَتَّى اتَّهَمَتْهُ زَوْجَةُ العَزِيزِ ظُلْمًا، وَ افْتَرَتْ عَلَيْه فَدَخَلَ يُوسُفُ السِّجْنَ، وَ دَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ، قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي رَأَيْتْ فِي مَنَامِي أَنِّي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْرًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ، وَقَالَ الْآخَرُ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي مَنَامِي أَنِّي أَعْصِرُ الخمر ر، وَ فَسَّرَ يُوسُف لِلْأَوْلِ حُلْمَهُ بِأَنَّهُ سَوْفَ يَصْلَبُ و يَمُوتُ وَ فَسَّرَ حُلْمَ الثَّانِي بَأَنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنَ السِّجْنِ وَ يُصْبِحُ سَاقِيَ الْمَلِكِ. وذَاتَ لَيْلَةٍ رَأَى مَلِكُ مِصْرَ فِي مَنَامِهِ أَنَّ هُنَاكَ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعُ بَقَرَاتٍ عِجَافٌ، وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ
وسبع يَابِسَاتٍ ولَمْ يَسْتَطِعِ الْمَلِكُ وحَاشِيَتُهُ تَفْسِيرَ الْحُلْمَ
وَهُنَا تَذَكَّرَ سَاقِي الْمَلِكِ يُوسُفَ ، فَأَخْبَرَ الْمَلِكُ بِقِصَّتِهِ،
5-فَسَّرَ يُوسُفُ الرُّؤْيَا بِأَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى مِصْرَ سَبْعُ سِنِينَ مِنَ الرَّخَاءِ يَزْرَعُ فِيهَا النَّاسُ، وَيَدَّخِرُونَ مَا يَحْصُدُونَهُ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا يَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَهَا سَبْعُ سَنَوَاتٍ يَقِلُ فِيهَا الْمَاءَ، وَ تَجِفُ الْأَرْضُ، فَيَأْكُلُ النَّاسُ مَا ادَّخَرُوهُ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ عَامَ يَنْزِلُ فِيهِ الْمَطَرُ، وَ يَكْثُرُ الْخَيْرُ، فَأَعْجِبَ الْمَلِكُ بِيُوسُفَ ا ، وَطَلَب يُوسُف مِنْهُ أَنْ يَجْعَلَهُ الْمَلِكُ عَلَى خَزَائِنِ الازض
6-ظَلَ يُوسُفَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ يَدَّخِرُ الْمَحَاصِيلَ، وَ يَسْتَعِدُ لِسَنَوَاتِ الْقَحْطِ، وَعِنْدَمَا أَتَتْ أَعْوَامُ الْجَفَافِ جَاءَ إِخْوَةً يُوسُفَ إِلَى مِصْرَ ليَأْخُذُوا طَعَامًا، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ عَرَفَهُمْ وَ لَمْ يَعْرِفُوه فَأَكْرَمَهُمْ وأَمَرَهُمْ أَنْ يُحْضِرُوا أَخِيهِمُ الصَّغِيرَ بِنْيَامِينَ فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ و إلَّا لَنْ يُعْطِيَهُمُ الطَّعَامَ، فَرَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ وَطَلَبُوا أَنْ يَرْسِلَ مَعَهُمْ أَخَاهُمْ بِنْيَامِينَ حَتَّى يَزِيدَ الطَّعَامُ الَّذِي سَيَحْصُلُونَ عَلَيْهَ، فَوَافَقَ يَعْقُوبُ اللَّهِ عَلَى مَضَضِ.
7-عَادَ الْإِخْوَةُ إِلَى مِصْرَ وَ مَعَهُمْ بِنْيَامِينُ، وَ خَطَطَ يُوسُفَ حِيلَةَ لِيُبْقِي أَخَاهُ بِنْيَامِينَ مَعَهُ فِي مِصْرَ، فَوَضَعَ يُوسُفَ خَفْيَةً مِكْيَالَ الْمَلِكِ فِي مَتَاعٍ أَخَاهُ بِنْيَامِينَ، ثُمَّ أَعْلَنَ عَنْ سَرِقَة مِكْيَالَ الْمَلِكِ، و اسْتَخْرَجَ الْمِكْيَالَ مِنْ مَتَاعِ أَخِيهِ بِنْيَامِينَ، وَ رَجَعَ إِخْوَةً يُوسُفَ إِلَى أَبِيهِمْ بِدُونِ بِنْيَامِينَ، فَبَكَى يَعْقُوبُ حَتَّى فَقَدَ بَصَرَهُ، وَعَادَ الْإِخْوَةُ إِلَى مِصْرَ لِيَسْتَعْطِفُوا يوسف ، فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَخَاهُمْ يُوسُفَ؛ وَ أَعْطَاهُمْ قَمِيصَهُ لِيَرْجِعُوا و يُعْطُوهُ لِأَبِيهِمْ، وَ عِنْدَمَا أَلْقُوا الْقَمِيصَ عَلَى وَجْهِ يَعْقُوبَ أَعَادَ اللهُ عَلا لَهُ بَصَرَهُ، وَ ذَهَبَ يَعْقُوبُ اللَّهِ وَ أَهْلَهُ إِلَى مِصْرَ، وَ عِنْدَمَا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ انْحَنَى الْإِخْوَةُ وَ دَعَا يُوسُفَ أَبَوَيْهِ إِلَى الْعَرْشِ، فَقَالَ يُوسُفَ : هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ ، وَقَدْ جَعَلَهَا اللهُ حَقِيقَةٌ.