ثمانية اسباب لكونك لاتزال عازبٱ
الدفاع،الانجذاب غير الصحي الخوف من الحميمة، الانتقائية، تدني احترام الذات، الخوف من المنافسة، العزلة والروتين، وضع القواعد
س/ما التحديات الداخلية التي تبقيك عازباً؟
ج/من الواضح أن بعض الأشخاص عازبون لأنهم اختاروا ذلك. إنهم ببساطة- غير مهتمين بالدخول في علاقة جدية في هذه المرحلة من حياتهم. كما أن بعض الاشخاص عازبون نظرا لظروفهم فهم ربما انفصلوا للتو عن شريكهم، أو تعرفوا على الكثير من الأشخاص مؤخرا لكنهم لم يجدوا الشخص الذي يتوافقون معه حقاً. ليس الغرض من هذه المقالة هو تنميط كل النساء أو الرجال العازبين أو وضع أي أحد في تصنيفات أو قوالب مسبقة، ولكن للاشخاص – وخصوصاً من هم فوق سن الثلاثين الذين يبحثون عن إجابة عن السؤال المحير “لماذا أنا عازب؟” نقدم لكم بعض الإجابات الجديدة.
عندما يتعلق الأمر بإيجاد شريك حياة يصبح من الصعب ألا تشعر بأنك ضحية، ففي الحقيقة يمكن للناس أن يكونوا قساة وقد تتعرض للأذى… لا، ليس الأمر ذنبك دائماً!
إلا أننا في حقيقة الأمر لدينا سيطرة على مصيرنا العاطفي أكثر مما نظن، فنحن نصنع العالم الذي نعيش فيه إلى درجة كبيرة على الرغم من أننا نادراً ما نكون واعين لهذه العملية، وفي الواقع بإمكاننا الاختيار ما إذا كنا سننظر
إلى مصيرنا من زاوية الضحية، أو أن نحدد أهدافنا ونسعى لتحقيقها ونتحكم بحياتنا.
نحن نستفيد من التركيز على ما يمكننا التحكم به وليس على ما لا يمكننا التحكم به؛ لذا بإمكاننا أن نصبح واعين للطرائق التي تؤثر بها في ردود الافعال التي نتلقاها من الآخرين حتى السلبية منها، ولذلك يجب أن يكون السؤال الذي يطرحه العازب الباحث عن الحب هو: ما التحديات الداخلية التي علي أن أواجهها؟
1. الدفاع:
مر معظمنا بعلاقة شخصية أذتهم في الماضي، ومع الوقت والتجارب المؤلمة نجازف جميعاً بتكوين درجات متفاوتة من المرارة للدفاع عن أنفسنا ونصبح دفاعيين تبدأ هذه العملية قبل البدء بمحاولات الارتباط بوقت طويل؛ إذ تدفعنا الأذيات التي تعرضنا لها في أثناء التعامل في الطفولة إلى تشييد جدران أو إلى النظر إلى العالم من زاوية إخضاع كل شيء لفلترة وهذا ما قد يؤثر فينا سلباً كبالغين؛ إذ تقودنا عملية التكيف هذه إلى أن نصبح دفاعيين جداً ومنغلقين على أنفسنا، وقد تجعلنا في علاقاتنا كبالغين ترفض أن نكون هشين جداً أو أن نخرج الاشخاص من حياتنا بسهولة كبيرة.
على سبيل المثال: إذا كان والداك أو الأشخاص الذين عملوا على تربيتك مهملين أو باردين عاطفياً؛ فقد تكبر وأنت لا تثق بالعاطفة، وقد تشك بالأشخاص الذين يظهرون لك اهتماماً مبالغاً به، وعوضاً عن ذلك، قد تحاول الحصول على علاقات تشابه ما عشته في الماضي؛ فقد تختار شريكاً لا مبالياً أو متحفظاً، إذ ليس من السهل دائماً رؤية الصورة واضحة عندما تكون دفاعيين، ونتيجة ذلك نميل إلى إرجاع عزوبيتنا إلى عوامل خارجية ونفشل في إدراك أننا لسنا منفتحين كما نظن.
2 الانجذاب غير الصحي:
عندما تتصرف بشكل دفاعي، تميل إلى اختيار شركاء غیر مثاليين: فقد تدخل علاقة غير مرضية باختيار شخص غير مستم بنا عاطفيا، ولأن هذه العملية تتم باللاوعي إجمالا فتميل غالباً إلى لوم الشريك على فشل العلاقة. وقد تشعر بالانهيار والألم عند تكرار الرفض دون إدراك اننا دائما تنشد هذا التنمط من الأشخاص.
.
ولكن لماذا تفعل هذا؟ إن الأسباب معقدة وتعود غالباً لخوفنا الدفين من الحميمية: إذ لدى الكثير منا دافع لا واع يجعلنا نسعى للعلاقات التي تعزز الأفكار الناقدة تجاه أنفسنا والتي لطالما عانينا بسببها، ولإعادة تكرار نواح سلبية من طفولتنا، فعلى الرغم من أن هذا قد يكون غير مبهج فإن كسر هذه الانماط القديمة سيسبب لنا قلقاً وضيقاً كبيرين. وقد يخلق شعوراً غريباً بالوحدة في بيئة يملؤها الحب
ومن المفارقات أن خوفنا من التخلي عن الصورة التي رسمناها لانفسنا في الصفر والبدء برؤية أنفسنا بشكل أكثر إيجابية. يجعلنا نشعر بعدم الارتياح وقد يحفّز إنتاج الأفكار الهدامة للذات من قبل: “من تظن نفسك؟ أنت لست بهذه العظمة!” ولذلك من الممكن أن تجعلنا هذه المخاوف تتشبث بعلاقات لا مستقبل لها، أو نشعر بالانجذاب تجاه أشخاص غير مهتمين بنا حقاً فقط لأنهم يعززون الصورة السلبية عن أنفسنا؛ ما يجعلنا نشعر بالراحة والألفة أكثر على الرغم من أنه أمر مؤلم.
3. الخوف من الحميمية:
كما كتب والدي عالم النفس والكاتب روبرت فايرستون في مقالته أنت لا تريد حقاً ما تقول إنك تريده يزعم معظمنا أنه يريد إيجاد شريك حياة مُجب، لكن تجريب الحب الحقيقي يبدد أفكارنا الخيالية عن الحب التي استخدمناها اليات للنجاة منذ الطفولة المبكرة، كما أن إبعاد ومعاقبة التصرفات المحبة يحافظ على الصورة السلبية للنفس ويقلل
التوتر.
قد تتجلّى مخاوفنا بخصوص الحميمية كقلق من أن شخصاً ما ” معجب بنا أكثر من اللازم” وهو سبب غير منطقي لعدم الارتباط بشخص، وقد تعاقب الشخص الآخر بتجريحه أو يبدر منا تصرف مسي، حتى وهذا بشكل أساسي لتضمن بذلك أننا لن نتلقى رد الفعل المجب الذي نقول إننا نريده.
في الواقع يتحمل معظمنا درجة محددة من الألفة، ثم تصبح دفاعيين عندما يتعلق الأمر بالسماح لأحد بالاقتراب وفي الواقع وعلى مستوى أعمق نحن لا نريد حقاً الحب الذي نقول إننا نريده.
4الانتقائية:
عادة ما تجعلنا دفاعيتنا أكثر انتقائية وانتقاداً، وهذا صحيح. خصوصاً بعد المرور بتجارب سيئة تعرضنا فيها للخداع أو الرفض من قبل شخص نكن له مشاعر عميقة، مثلاً: تراود الكثير من النساء أفكار مثل: “ليس هناك رجال صادقون هنا”، أو “كل الرجال الجيدين مرتبطون”، أما بالنسبة إلى الرجال فيبدؤون بالتفكير في أنه “لا يمكنك أن تثق بامرأة أبداً”، و”تريد النساء جميعهن استغلال الرجال، وأحياناً تكون لدينا توقعات غير منطقية للشريك أو أننا نبدأ بتقفّي نقاط الضعف من اللحظة التي نلتقي فيها بأحدهم.
والمشكلة عندما ننظر إلى العالم بأعين ناقدة أو غير واثقة بأننا تقصي شريحة كاملة من الشركاء المحتملين قبل أن نعطيهم فرصةً حتى، ونعتقد كذلك أن التعرف على شخص ما يعد “تنازلاً دون أن تلاحظ كيف أن هذا الشخص يمكن أن يجعلنا سعداء على المدى الطويل.
كانت إحدى صديقاتي تصد رجلاً حاول لأكثر من عام أن يكسب ودها، وعلى الرغم من أنها شعرت بأنه لطيف وظريف وذكي، أقنعت نفسها أنه “متعلق بها أكثر من اللازم. وقالت إنه يحتاج إلى الكثير من الاهتمام، وهي متأكدة من أن الأمر سينتهي به متأذياً بسببها، كما قالت مراراً أنها غير منجذبة إليه، وبعد إلحاح صديقاتها وافقت أخيراً على التعرف على هذا الرجل ولدهشتها وجدت أنه خيار رائع بصفة شريك
حياة شخص لديه الكثير من الاهتمامات المشتركة معها. النهاية وجدت فيه الحب الحقيقي. وفي
ما تظهره قصتها وقصص كثيرة مشابهة هو أننا عندما نظن أننا “تنازلنا” ووافقنا على لقاء شخص ما، قد لا تكون قد تنازلنا أبداً، وإنما قد نجد أنفسنا في علاقة مجدية أكثر بكثير مما اختبرناه من قبل. إن ما يثير السخرية أننا عادة ما نميل إلى عدم الثقة بالأشخاص المعجبين بنا حقاً، ولكن عندما تعطيهم فرصة نجد أننا قد اخترنا شخصاً يقدرنا لذاتنا ويمكنه حقاً أن يجعلنا سعداء.
5 تدني احترام الذات
عبر الكثيرون ممن تحدثت معهم عن نفس المشاعر فهم يعتقدون أنهم يريدون علاقة مرضية أكثر من اي شيء اخر. ولكنهم مقتنعون أكثر أن لا أحد ذو قيمة سيهتم بهم.
جميعنا لدينا أصوات داخلية ناقدة تخبرنا باننا بدينون أو قبيحون أو مسنون أو مختلفون جداً عن الآخرين. وعندما نصفي إلى هذه “الأصوات” ننخرط في تصرفات تبعد الناس عنا، ولذلك عندما تبقى عازبين فعادة لا يكون الأمر عائداً إلى الأسباب التي تخبر أنفسنا بها إذ إن قلة ثقتنا بأنفسنا تجعلنا تطلق إشارات بأننا لسنا منفتحين؛ ما يجعل موضوع الارتباط
معقد جدا.
كما يواجه الكثير من الناس مصاعب عند الحاجة إلى ترك بيت العائلة عندما يكونون محبطين، فما بالك عندما يتعلق الأمر بإيجاد الشريك المحتمل أضف إلى ذلك أن البعض يواجهون صعوبة بالتواصل المباشر بالنظر مع الأشخاص الآخرين أو بتفخص المكان من حولهم بحثاً عن شخص قد ينجذبون إليه، ولذلك عندما ينجذبون إلى شخص ما قد يفشلون في ملاحقة شغفهم بسبب تدني احترام الذات.
6. الخوف من المنافسة.
غالباً ما يقود تدني احترام الذات إلى الخوف من المنافسة: اذ من السهل أن تقلل من قيمة أنفسنا بالمقارنة مع الآخرين وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالارتباط، فعندما تلتقي بشخص يعجبنا من السهل أن نفكر في أنه ” يمكنه (أو يمكنها أن يكون مع شخص أفضل مني، وعندما تلاحظ أن شخصاً آخر مهتم بالشخص الذي يعجبنا: قد نسرع بالانسحاب على الفور. وقد نشعر بأننا لسنا على استعداد للمنافسة وخصوصاً عندما تكبر، إذ تبدأ بمهاجمة أنفسنا بأفكار مثل: “لقد ولّى زمنك. القد كبرت على هذا.
كما قد يقودنا خوفنا من المنافسة إلى تجنبها فقد تخاف أن تبدو مغفلين أو ألا يختارنا الشخص الآخر،
وكذلك قد يكون لدينا مخاوف من الفوز بالمنافسة معتقدين أننا سنؤذي مشاعر الشخص الآخر أو أن فوزنا بالمنافسة سيخلق عداوة مع الشخص الذي هزمناه، لكن الحقيقة هي أن هذا الأمر يتسم بالتنافسية.
أجل من المخيف أن ننتهز الفرصة ونخوض المنافسة للحصول على من نريد ولكن عندما تفعل ذلك نكتشف أن الأمر بالفعل يستحق مواجهة مخاوفنا، وسينتهي بنا الأمر بتعزيز شعور أقوى بالذات وبزيادة فرصنا في الارتباط
بالشخص الذي نريده حقاً.
7. العزلة والروتين
مع التقدم بالعمر يميل الناس أكثر إلى الانسحاب نحو منطقة الأمان، فالنساء في هذا العصر أكثر نجاحاً وإنجازاً واكتفاء ذاتياً وهي كلها تطورات إيجابية جدا. وكلما ازداد ارتياح النساء والرجال سواء مادياً أو في حياتهم اليومية يصبح من الأسهل عليهم أن يشكلوا فقاعة يعيشون فيها. ويصبح من الصعب أن يخرجوا منها.
وقد يبدو أنه من الصعب المجازفة والخروج من هذه القوقعة إلا أنه في الواقع تشعرنا الكثير من الأمور التي تفعلها “لتريح” أنفسنا بالسوء في نهاية الأمر، لأنها تفضي إلى منعنا من السعي خلف ما نريده في الحياة حقاً؛ لذا من المهم مقاومة البقاء في منطقة الراحة وأن نتحدى بشكل مستمر صوتنا الداخلي المنتقد دائماً.
أجل علينا التحرك وبذل الجهد للانطلاق في العالم والابتسام والتواصل بصرياً مع الآخرين وإخبار الأصدقاء بأننا نبحث عن شخص ما علينا تجربة نشاطات جديدة وقبول التعرف على أشخاص جدد لاكتشاف أجزاء جديدة في أنفسنا ولاكتشاف ما يجعلنا سعداء.
8. وضع القواعد:
من المهم عدم وضع قواعد ثابتة أو اتباع قواعد الآخرين عند التعرف إلى الأشخاص المحتملين بصفتهم شركاء حياة.
كما أن البقاء منفتحين هو من أهم الأشياء على الإطلاق التي يمكن أن نفعلها في أثناء البحث عن شريك فحب أجل. من الممكن أن نتألم، ولكن عندما نتوقف عن المجازفة نقلل من فرصنا في الالتقاء بشخص يمكن أن يكون لنا معه مستقبل حقاً.
إن البحث عن الحب ليس بالأمر السهل، ولكن من الأفضل دائماً أن نجعل هذه الرحلة تسير لصالحنا ؛ لذا من المهم محاربة الأنماط في داخلنا التي تمنعنا من نيل ما نريده، فنحن لا يمكننا حماية أنفسنا من العالم أو من التعرض للألم، وجميعنا لدينا سلبيات ونقاط ضعف تتضح أكثر عندما نقترب من بعضنا، ولذلك فالوصول إلى علاقة دافئة ومتينة مع الشريك يحتاج إلى معركة شجاعة، ولكنها معركة تستحق بلا شك أن نخوضها كل يوم على الصعيد الداخلي وعلى صعيد علاقتنا مع الشخص الآخر.