حياة النبي ﷺقبل البعثة

الدليل من الكتاب (القرآن الكريم)

قَالَ تَعَالَى:(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)

حفظ الله نبيه محمدا ﷺوربّاه تربية خاصة، فطهره من أدران الجاهلية فكان خُلُقه . مضرب المثل في قريش وكانت فترة شبابه فترة إعداد وبناء استطاع بعدها أن يدخل الحياة بقلب مطمئن تحفّه عناية الله ورعايته وتوفيقه، وهدايته .

اعتماد النبي ﷺعلى الله وعلى نفسه في الكسب

١-رعي الغنم عمل سيدنا محمد ﷺ مثلةفي ذالك مثل

الانبياء (عليهم السلام)من قبلة،في رعى الاغنام

في مكة، واكتسب الأصدقاء من الرعاة، وكان يبيت

أحيانًا خارج البيت يحرس أغنام عمه أبي طالب

ويحميها في سهول مكة وجبالها؛ مما جعله شجاعًا قادرًا على مواجهة الأخطار، كما منحته هذه

المهنة فرصة التأمل وإطالة النظر والتفكر في المخلوقات.

۲- خروجه مع عمه أبي طالب للتجارة :

حين بلغ النبي محمد اثنتي عشرة سنة ذهب مع عمه

أبي طالب إلى الشام في تجارة له، فلما نزل الركب

بمنطقة بصرى استقبلهم راهب نصراني يسمى

(بحيْرا) فخرج إليهم ليكرمهم بالضيافة، وكان بينهم

النبي الأعظم سيدنا محمد ﷺ، فنظر إليه

الراهب (بحيرا) وعرفه بصفته التي في كتبهم، ثم

أقبل (بحيرا) على أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام

منك؟ قال:ابني، قال له (بحيرا) : ما هو بابنك، وما

ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا، قال: فإنه ابن

أخي قال : فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به قال:

صدقت فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود،

فوالله لشن راوه وعرفوا منه ما عرفت لَيَبْغُنَّهُ شَرًا،

فإنّه كائن لابن أخيك هذا شان عظيم ” فاسرع أبو

طالب برده مع بعض غلمانه إلى مكة

٣-خروجه للتجارة بمال خديجة:

كانت السيدة خديجة بنت خويلد افضل نساء قومها نسبا وار جحهن

عقلا، وكانت ذات ثروة ومال وكانت تستأجر من ذوي الأمانة من يتاجر بأموالها، فلما بلغها صدق حديث سيدنا محمد وعظم أمانته وكرم

اخلاقه عرضت عليه أن يخرج بمالها إلى الشام على أن تعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار.

وخرج رسول الله ﷺ وهو في الخامسة والعشرين

من عمره للتجارة بمال خديجة بصحبة غلامها (ميسرة) الذي رأى اثناء مصاحبتة للنبي ﷺ من

الفضائل والمعجزات ما حكاه لسيدته خديجة عند

عودته، ورأت خديجة زيادة لم تعهدها في تجارتها

وأموالها وعلى الفور نقلت خبره إلى ابن عمها

ورقة بن نوفل وكان على دين عيسى عليه السلام ومطلعا على الكتب، فقال إن محمداً لنبي هذه الامة.

عناية الله برسوله ﷺ

عاش نبينا محمد الله الله مع الناس، وخالطهم،

وتعامل معهم بذكاء وفطنة، فكان إن وجدهم على خير شاركهم فيه وإلا اعتزلهم، فلم يكن يحضر

مجالس أهل مكة، ولا احتفالاتهم ،وأعيادهم ولا ياكل مما ذبح لأصنامهم، ونأى بنفسه عن عبادة الأصنام،

وعن عادات الجاهلية وأفعالها، وكان يخلو أوقاتًا معينة في غار حراء متضرعًا وداعيًا لربه، وكان – بسبب رعاية الله له – أفضل قومه مروءة، وأحسنهم

خلقًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثا، وأعقهم نفسًا،

وأوفاهم عهدًا، وأعظمهم أمانة، حتى لقبه قومه

بالصادق الأمين.

مشاركته النبي ﷺ في حلف الفضائل

بعد سلسلة من حوادث الاعتداء على أموال بعض

الوافدين إلى مكة في موسم الحج، دعا الزبير بن عبد المطلب إلى إقامة تحالف بين قبائل قريش

بهدف مواجهة من يتعدى على من ياتي إلى مكة من الحجاج والتجار فاستجاب لدعوتة بنو هاشم، وبنو

عبد المطلب، وبنو اسد، وغيرهم، وعقدوا اجتماعًا في

دار عبد الله بن جدعان تحالفوا فيه على محاربة الظلم والفساد والانتصار للمظلوم، والدفاع عن الحق،

وسُمي بـ (حلف الفضول)؛ لأن قريشا قالت بعد إبرامه : هذا فُضول من الحلف، وقد حضره النبي

محمد وشارك فيه وكان قد تجاوز العشرين من عمره الشريف .

بناء الكعبة والتحكيم

قبل بعثة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم –

بخمس سنين تدفق إلى مكة سيل عظيم حتى وصل إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة على الانهيار،

فاضطرت قريش إلى تجديد بناء الكعبة، واتفقوا فيما بينهم على الأ يُدْخِلُوا في بناء الكعبة إلا مالاً حلالاً، ليس فيه ربا، ولا مهر بغي، ولا مظلمة لأحد من الناس

وقد جعلوا لكل قبيلة جزءًا مخصوصا من الكعبة تقوم ببنائه، ولما بلغ البناء موضع الحجر الاسود اختلفوا في من ينال شرف وضعه في مكانه وكادت

تنشب بينهم حرب في ساحة البيت الحرام، فاتفقوا على أن يكون

الحاكم بينهم أول داخل من باب الصفا .

وشاء الله أن يكون أول داخل عليهم من باب الصفا

هو سيدنا محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – ، فلما رأوه قالوا: “هذا محمد، هذا الأمين رضينا به

حكمًا”، وبإلهام من الله ،له، وبذكاء وسرعة بديهة

طلب رداء، فوضع عليه الحجر الأسود وطلب من

رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسك كل منهم بطرف من أطراف الرداء، وأمرهم أن يرفعوه، فرفعوه، حتى أوصلوه إلى مكانه، وأخذ الحجر بيده الشريفة،

ووضعه في مكانه، ورضي الجميع بذلك.

الدروس والعبر

1- عناية الله تعالى بنبيه سيدنا محمد ، وحفظه له من أدران

الجاهلية وانحرافاتها.

2- المسلم يشارك في الأعمال التي تصون كرامة الآخرين وحقوقهم

وحرياتهم.

3-المسلم يبتعد عن اللهو ويتجنب رفقاء السوء وممارسة العادات

القبيحة.

4-العمل والكسب الحلال لا يقلل من قيمة الإنسان ومكانته في

المجتمع.

5- الغدر والخيانة من صفات اليهود.

6-مكانة النبي الله في قومه بسبب صدقه وأمانته ورجاحة عقله . المسلم يعمل على الإصلاح بين الناس وإطفاء نيران الفتنة .

8- التحلي بالصدق والأمانة يكسب الإنسان احترام الآخرين وتقديرهم

9-الإسلام يقرر حق المرأة في التجارة والكسب والتصرفات المالية.

10-وجوب مناصرة المظلومين والدفاع عنهم .

وفي الاخير لاتنسوا ذكر الله والصلاة على سيدنا محمد ﷺ