القرآن الكريم (كتاب الله تعالى الخالد) إسلامية
الدليل من الكتاب (القرآن الكريم)
قَالَ تَعَالَى:
(لَوْ أَنزَلَ هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ أَرَأَيْتَهُ، خَيْعًا مُتَصَدِهَا مِنْ خَشْيَةِ الله وَتِلْكَ الْأَمْثَلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
مكانة القرآن الكريم
تبرز أهمية القرآن الكريم في جوانب متعددة أهمها أنه:
١-آخر الكتب الإلهية المنزلة، وأفضلها، والمهيمن عليها.
٢- كتاب الله المحفوظ من التحريف والتبديل .
٣- كتاب هداية للعالمين، ورحمة الله للمؤمنين.
٤ – نعمة الله العظمى على الناس عامة، وعلى العرب خاصة، حيث نزل بلغتهم، وهو مصدر قوة المسلمين وعزتهم .
٥-مصدر التشريعات الإلهية التي يجب معرفتها والعمل بها.
خصائص القرآن الكريم
للقرآن الكريم العديد من الخصائص التي امتاز بها عن غيره من الـكتب السماوية المنزلة، منها ما يلي:
١-سلامته من التناقض والاختلاف: فإنه على الرغم من تعدد سور القرآن الكريم وآياته وموضوعاته، فقد
امتاز من بدايته إلى نهايته بأعلى درجات الترابط والانسجام، فلا تناقض فيه ولا اختلاف، قَالَ تَعَالَى:
﴿ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ، تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
٢- حفظه من التحريف: فالقرآن الكريم لم يتعرض للتحريف أو التبديل بالزيادة فيه، أو النقص، كما هو
شأن غيره من الكتب الإلهية السابقة، بل يقي مصونا
محفوظا بحفظ الله، رغم محاولات الكفار والمشركين
لإطفاء نوره، مصداقا لقول الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ ﴾
٣- كماله وشموله: فقد قدّم القرآن الكريم منهجًا إلهيا شاملًا أودع الله
فيه كل ما يحتاج إليه الإنسان من أسس العقائد وأصول العبادات والأخلاق ومبادئ الحُكْم والسياسة
والاقتصاد، وتنظيم حياة الناس، وتحدث عن الأنبياء
والأمم السابقة، كما تحدث عن الإنسان والكون
والحياة … إلخ. فالقرآن الكريم أنزل كما قال الله تعالى: (تِينَا لِكُلِّ شَيْءٍ ) ففيه العلم
الإلهي والحكمة والهداية، وهو بحر لا تنتهي عجائبه، ولا يُدرك
قعره، وصدق الله العظيم القائل : ما فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَى و (الانعام: ۳۸). ٤ – عالميته: لم
يختص القرآن الكريم بأمة من الأمم، ولا بطائفة من
الطوائف
فهو يُخاطب البشرية ويقدم الهداية لجميع البشر،
ويمثل سبيل النجاة لجميع الأمم، قَالَ تَعَالَى:( هَذَا
بَيَانُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾
٥-قوة تأثيره: للقرآن الكريم قوة تأثير هائلة وسلطان
عجيب في هداية الإنسان وتأثيره على قلبه
ووجدانه، قَالَ تَعَالَى: لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْءَانَ عَلَى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ خَشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾
٦-صلاحيته لكل زمان ومكان: من عظمة القرآن الكريم أنه على الرغم من تعاقب العصور، واختلاف
الأزمنة، وتطور المعارف، إلا أن الناس لا يزالون حتى
اليوم وإلى أن تقوم الساعة يرجعون إليه ويهتدون بهداه، ولا يزال القرآن الكريم يعالج الكثير من
القضايا، ويضع الحلول المناسبة لكثير من ا
المشكلات. وكل تلك الخصائص التي امتاز بها القرآن الكريم عن غيره من الكتب، شاهدة على روعة القرآن
وعظمته وقدسيته وأنه كلام الله الحق ومعجزته
الخالدة وصدق الله العظيم القائل: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ
الْقُرْءَانُ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ
لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾
واجبنا تجاه القرآن الكريم
۱- الاهتداء بالقرآن الكريم وتعظيمه والاهتمام به فالقرآن الكريم هو كتاب هداية شامل لكل شؤون الحياة، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْهَانَ يَهْدِي لِلَّتِي
هي أقوم) والواجب علينا نحن المسلمين أن نهتم
بتعلمه
، وتعليمه، وحفظه، وتلاوته، وتدبره، وفهم معانيه
٢-التمسك بالقرآن وتقديمه على غيره
فالإيمان بالقرآن الكريم يقتضي أن يُقدم على غيره، وأن يكون هو المرجع الفصل في شؤون الحياة كلها.
آثار التمسك بالقرآن الكريم
للتمسك بالقرآن الكريم، والاعتصام به آثار عظيمة ونتائج طيبة، ومن
تلك الآثار والنتائج ما يلي:
١- الهداية، قالَ تَعَالَى: ﴿ يَهْدِى بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ
رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ، وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾
٢- السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)
٣- النصر والعزة والتمكين: فالقرآن الكريم يمنح
المسلمين القوة في مواجهة الأعداء والانتصار عليهم، وفي التمسك به ضمان العزة والنصر والتمكين الذي
وعد الله به عباده المؤمنين، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُتَفِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)
الخلاصة
١-القرآن هو كلام الله وكتابه العظيم، ومعجزته الخالدة، لا يقارن في مكانته وأهميته بغيره من الكتب
۲- تولى الله حفظ القرآن الكريم إلى أن تقوم الساعة؛ لتستمر الهداية الربانية والنور الإلهي للإنسان في كل زمان ومكان.
٣- القرآن الكريم منهج شامل ينظم كل نواحي الحياة ويعالج المشكلات جميعها.
٤- لا يختص القرآن الكريم بأمة أو طائفة فهو سبيل الهداية والنجاة والسعادة لجميع الأمم .
٥-المسلم يستشعر عظمة القرآن الكريم، ويعظمه، ويهتم بتعلمه وتعليمه، وحفظه، وتدبره، والاهتداء به.
٦- من واجب المسلمين التمسك بالقرآن والتوحد تحت رايته، فهو مظهر من مظاهر وحدتهم وعزتهم.
٧-بالتمسك بالقرآن الكريم والعمل بأحكامه وتوجيهاته نضمن الهداية، والسعادة، والفلاح، والنصر، والعزة، والتمكين.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.