عقبة بن نافع(فاتح شمال إفريقيا)

 عقبة  بن نافع


     موقع معلومات قيمة


٢٠٢٣١٠٢٩ ٢١٣١٥١يُعد البطل “عقبة بن نافع” من أشهر القادة العرب الفاتحين لبلاد الله فى صدر الإسلام ولد فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة النبوية الشريفة بعام واحد كان والده نافع بن عبد القيس” من المسلمين الأوائل الذين جاهدوا في سبيل الله.

وَما بَلَغَ عُقْبَةُ ” مَبْلَغَ الشَّباب أصْبحَ يُجيد المبارزة وكُل فنون الحرب وَالْقِتَالِ، وَهُوَ يَمُتُ بصلة قرابة لعمرو بن العاص من ناحية الأم وَقِيلَ إِنَّهُمَا ابْنَا خَالَة.

برز اسم “عقبة” مُبكرًا فى ساحة أحداث حَرَكَةِ الْفَتْحِ الْإِسْلامي التي بدأت تَتَّسِعُ بِقُوَّة فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عَنْهُ، حَيْثُ اشْتَركَ هُوَ وَأبُوهُ “نافع” في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة “عمرو بن العاص”

وَأَظْهَرَ تَفَوا مَلْحُوظًا وَاسْتَطَاعَ بمَهَارَتِهِ الْحَرْبِيَّةِ أَنْ يُسَاعِدَ عَمْرُو بنَ الْعَاصِ فِى هَزِيمَةِ الرُّومِ، وَكَانَ كُلَّ يَوْمٍ يَمُرُّ عَلَى عُقْبَةَ يَزْدَادُ حبا للجهاد فى سبيل الله، وَشَغَفَا فِى نَشْرِ دِينِ الْإِسْلَامِ فِي كُلِّ بِقَاعِ الأرض.

وظل “عقبة بن نافع جنديًا فى صُفُوف الْمُجَاهِدِينَ دُونَ تَمييز عَنْ بقية الْجُنُودِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ بَرَاعَتِهِ فِى الْقِتَالِ وَشَجَاعَتِهِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا حُدُودُ فِي مُقَاتَلَة الْأَعْدَاء إِلَى أَنْ كَلَّفَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ذَاتَ يَوْمٍ أَنْ يَتَوَلَّى قِيَادَة مَجْمُوعَة مَحْدُودَة منَ الْجُنُود يسير بهم لفتح “قرآن”، وَهيَ مَجْمُوعَةُ الوَاحَات الواقعة في الصَّحْرَاءِ الكَبْرَى شمال أفريقيا.

انْطَلَقَ الْبَطَلُ عُقْبَةُ بْنُ نَافِع” إلى “فَزَّانَ وَكُلُّهُ أَمَلُ وَرَجَاءَ فِي النَّصْرِ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَعِنْدَمَا وَصَلَ إلَى فَزَانَ” وَكَانَ بِهَا جَيْسٌ مِنَ الْبَرْبَر دَارَتْ مَعْرَكَةً عَنيفَةً بَينَ جَيْش المسلمين وجيش البربر أظهَرَ فِيهَا “عُقْبَةُ شَجَاعَةُ نادرة حَتَّى فَرَّ الْبَرْبَرُ أَمَامَهُ، وَرَفَعُوا راية الاستسلام.

وَتَمُرُّ الْأَيَّامُ وَالسِّنُونَ وَعُقْبَةُ” يُوَاصِلُ جِهَادَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى تَوَلَّى مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ الْخِلَافَةَ عَامَ ٤٠ هـ ) وَعَادَ عَمْرُو بنُ الْعَاصِ وَاليَا عَلَى مَصْرَ، وَحينَ أرَادَ أنْ يَسْتَكْمل الفتوحات الْإِسْلاميَّةَ الَّتى كَانَ قَدْ بَدَاهَا في بَرْقَةَ، فَلَمْ يَجِدْ خَيْرًا مِنْ عُقْبَةَ

بن نافع ” ليَسْتَكْمِلَ هَذِهِ الْفُتُوحَاتِ.                          كانت “برقة” قَدْ تَغَيَّرَتْ مَعَالَهَا بَعْدَ أَنِ اعْتَنَقَ أَهْلُهَا الدِّينَ الْإِسْلَامِيَّ وَانتَشَرَتِ الْمَسَاجِدُ فِي كُلِّ مَكَانِ فِيهَا وَأَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِلَى عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ جَيْشًا يَبْلُغُ عَشَرَةَ آلَافِ جُنْدِي.

وَأَمَرَهُ أَنْ يَنْطَلِقَ لِفَتْح “إفريقية” ، فانْضَمَّ هَذَا الْجَيْشُ إِلَى الْجَيْشِ الَّذِي أَعَدَّهُ عُقْبَةُ مِنَ الْبَرْبَر الَّذِينَ أَسْلَمُوا وَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ. وَانطَلَقَ عُقْبَةُ ” بِهَذَا الْجَيْش الكبير لِيَفْتَحَ الْبَلَادَ، وَيُقَاتِلُ الْقَبَائِلَ الَّتِي ارْتَدَّتْ عَن الْإِسْلَام فَاسْتَوْلَى عَلَى مَنْطَقَة ” وَدَّانَ، ثُمَّ سَيْطَرَ عَلَى مَدِينَةِ فَزَّانَ”، وَرَاحَ إِلَى مَدِينَة خَاوَارَ” الَّتِي تَقَعُ عَلَى جَبَلٍ شديد الارتفاع، وَحَاصَرَهَا حِصَارًا شَديدًا دُونَ جَدْوَى، فَسَلَكَ عُقْبَةُ ” وَجَيْشُهُ طَرِيقًا آخَرَ إلَى هَذه المدينة.

وَلَكِنَّ هَذَا الطَّريقَ لَمْ يَكن به مَاءً وَلَا عُشْبٌ، وَكَادَ جَيْشُهُ يَمُوتُ عَطَشَا، فَاتَّجه إلى الله يَسْأَلُهُ وَيَدْعُوهُ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ هَذَا الْمَازِقِ الْخَطِير وَمَا كَادَ يَنتَهى منْ دُعَائِهِ حَتَّى رَأَى فَرَسَهُ يَضْرِبُ الْأَرْضِ برجُلَيْهِ بَحْثَا عَنِ الْمَاءِ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، فَإِذَا بِالْمَاءِ يَنْفَجِرُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِ الْفَرَسِ وَكَبَّرَ عُقْبَةُ” وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَقَدِ اسْتَجَابَ الله تَعَالَى لِدُعَائِهِ، فَشَرِبَ وَشَرِبَ كُلُّ الْجَيْشِ حَتَّى ارْتَوَى الْجَمِيعُ وَحَفَرُوا عِدَّةَ حُفر، وَإِذَا بالماء يَتَفَجَّرُ مِنْ كُلِّ حُفْرَةٍ حَفَرُوهَا، وَمَا سَمِعَ الْبَرْبَرُ الْمُقِيمُونَ بِالْقُرْب مِنْ هَذه المنطَقَةِ بقصة الْمَاءِ حَتَّى أقبلوا من كل جهة، واعتنق عدد كبيرٌ منْهُمُ الإسْلام.

وانطلق “عقبة” وَجَيْشُهُ إِلَى مَدِينَة “خاوَارَ، وَدَخَلُوهَا لَيْلًا، وَتَمْ الاستيلاء عَلَيْهَا . ثم قرر “عُقْبَةُ ” بِنَاءَ مَدِينَةِ أَسْمَاهَا فِيمَا بَعْدُ الْقَيْرَوَانَ، وَأَدَّى انشغَالُ “عُقْبَةَ” ببناء هذه المدينة عَن الْفَتْحِ الْإِسْلَامِي إِلَى أَمْرِ مُعَاوِيَةَ بن أَبي سُفْيَانَ بعَزله، ولكن فى عَهْدَ يَزِيدَ بْن مُعَاوِيَةَ ” عَادَ عُقْبَةُ ” إلى قيادة الْجَيْش فى إفريقيَّةَ، فَنَظَمَ جَيْشَهُ ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى مَدِينَةِ ” الزَّابِ” – يُطْلَقُ عَلَيْهَا الْآنَ مَدِينَةُ قُسَنْطِينَةَ بِالْجَزَائِرِ – فَحَارَبَ جَيْشَهَا الَّذِي تَكَونَ مِنَ الرُّومِ وَالْبَرْبَر.

وأظهر “عقبة فى هذه المعركة شجاعة نادرةً، وَانتَصَرَ عَلَيْهِمْ. وَوَاصَلَ عُقْبَةُ بن نَافِع المسير بجيشه حَتَّى دَخَلَ مدينة “طنجة” في المغرب الأقصى، فَدَخَلُوهَا دُونَ قتال، وَخَرَجَ مَلكُ “طنجة” وَيُدعى “يُليَانَ” لاستقبال جيش المسلمين، وأَكْرَمَهُمْ، وَوَافَقَ عَلَى كُلِّ مطالبهم.

وظل عُقْبَةُ بْنُ نَافِعِ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَنْتَقِلُ مِنْ غَزْوِ إِلَى غزو، ومن فتح إلى فتح، حَتَّى وَصَلَ إلى شاطئ المحيط الأطلنطى فنزل بفرسه إلى الماء، وَتَطْلَعَ إلَى السَّمَاءِ وَقَالَ : ” يَا رَبِّ.. لَوْلَا هَذَا المحيط لضيْتُ فِى الْبِلادِ مُدَافِعًا عَنْ دِينِكَ، وَمُقَاتِلًا مَن كَفَرَ بِكَ وَعَبَدَ غَيْركَ”.

وَظَنَّ الْقَائِدُ الْبَطَلُ عُقبة بن نافع” أن البريرَ مَالُوا إِلَى الاسْتِسْلَامِ وَأَنَّهُمْ لَيْسَ لَدَيْهِمُ اسْتعْدَادَ ِللْحَرب مَرَّةَ أُخْرَى، فَأَمَرَ جَيْشَهُ بان يَسْبقَهُ عَائِدًا إِلَى مَدِينَةِ الْقَيْروان” ، وبقى هُوَ مَعَ ثَلاثمانَةِ مُقَاتِل فِي مَدِينَةِ طَنْجَةَ ” ليتمْ فَتَح عَدَدَ مِنَ الْحَامِيَاتِ الرُّومِيَّة.

وَلا عَلِمَ بَعْضُ أَعْدَاء الْإِسْلام من البربر أَنْ عُقْبَةَ لَيْسَ مَعَهُ إِلَّا عدد قليل من رجاله، هجَمُوا عَليه عند بلدة “تهودة” بآلاف من الجنود من البربر، فَانْدَفَعَ إِلَيْهِمُ البطل بِسَيْفه يَضْرِبُهُمْ بِكل قوة مُتَمَنْيَا الشَّهَادَة فى سبيل الله، وَأَحَاطَ الْبَرْبَرُ بـ “عقبة” ومن معه. فَاسْتَشْهدُوا جَمِيعًا، وَمَعَهُمْ عُقْبَةُ بْنُ نَافع “. فَرَحمَهُ الله رَحْمَةً وَاسِعَةُ الَّذِي جَاءَ اسْتَشْهَادُهُ عَامَ ٦٣ هـ بَعْدَ أَنْ حَمَلَ رَايَةَ الْجِهَادِ لأكثر مِنْ ثَمَانِيَةِ آلاف كيلو متر.

٢٠٢٣١٠٢٩ ٢١٥٥٥١

خالد بن الوليد (بطل اليرموك)

       خالد بن الوليد


موقع معلومات قيمة


٢٠٢٣١٠٢٩ ١٩٥٤٥١وُلد خالد بن الوليد فى مكة المكرمة عام ٥٨٤ م، لأب شديد الثراء هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ المَحْرُومِيُّ، وَأُمُّهُ هيَ لُبَابَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ الهلالية الصَّحَابِيَّةُ الْجَلِيلَةُ ، وَهِيَ – فِيمَا بَعْدُ – الْأُخْتُ الصُّغْرَى لَأُمَ الْمُؤْمِنِينَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ زَوْجَةِ النَّبيِّ مُحَمَّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.

تَعَلَّمَ “خَالِدٌ” الْفُرُوسِيَّةَ مُنْذُ صغره، مُبْدِيَا فِيهَا بَرَاعَتَهُ، مِمَّا جَعَلَهُ منْ أَفْضَل قادة فُرْسَانِ قَرَيْشٍ، وَكَانَ مُتَردّدًا فِي النَّظَرِ لِلْإِسْلَامِ، بَلْ وَحَارَبَ الْمُسْلِمِينَ فِى غَزْوَتَى “أحد” و “الْأَحْزَابِ، وَلَمْ يَشْهَدْ غَزْوَةَ بَدْرٍ لأَنَّهُ كَانَ فِي بلاد الشام عند وقوعها، وَلَكِنْهُ بَعْدَ تَفكير وتدبر ذَهَبَ لِيُعْلَنَ إسْلَامَهُ بَيْنَ يَدَى الرَّسُول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ صَفَر للسَّنَة الثَّامِنَةِ الْهَجْريَّة.

وَظَهَرَ نُبُوغُ خَالد بن الوليد الْعَسْكَرِى عِنْدَمَا شَارَكَ كَجُنْدِي فِي غَزْوة “مؤتة” بأَرْضِ الشَّامِ وَقَدْ حَشَدَ لَهَا الرُّومُ مَا نَتَيْ أَلْفِ مُقَاتِل وَكَانَ عَدَدُ الْمُسْلِمِينَ لَا يَزيدُ عَلَى ثَلَاثَة آلاف مُقَاتِل ابلُوْا بَلاءَ مُنقَطِعَ النَّظِيرِ، وَاسْتُشْهِدَ قَادَةُ الْمُسْلِمِينَ الثَّلَاثَةُ زَيْدُ بن حَارِثَةَ، وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالب”، وَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَتَوَلَّى أَمْرَ الْجَيْشِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، فَنَجَحَ فِى الصُّمُود أمَامَ الْعَدُوِّ وَأَدْرَكَ أَنَّهُ فِي حَاجَةٍ إِلَى مَكِيدَةِ حَرْبيَّة تُلْقى الرُّعْبَ فِي قُلُوب الرُّوم، حتى يتجو

بجَيْشِ الْمُسْلِمِينَ بِأَقَلْ خَسَائِرَ مُمْكِنَةِ، فَقَامَ بِتَغْيِيرِ أَوْضَاعِ الْجَيْشِ فَجَعَلَ الْمَيْمَنَةَ مَيْسَرَةَ، وَالْمَيْسَرَةَ مَيْمَنَةً، فَظَنَّ الْأَعْدَاءُ أَنْ جَيْشَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ وَصَلَهُ الْمَدَدُ فَأَصَابَهُمُ الرُّعْبُ، وَعِندَمَا الْتَقَى الْجَيْشان بَدَأَ جَيْشُ المُسلمين فى التَّرَاجُع قليلا ، وَلَمْ يَتْبَعْهُمُ الرُّومَانُ ظَنَّا منْهُمْ أَنَّ الْمُسلمينَ يَخْدَعُونَهُمْ وَيُدَبِّرُونَ المكيدَةَ لَهُمْ، وَاسْتَطَاعَ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ أَنْ يَعُودَ بِالْجَيْشِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِأَقَلْ خَسَائِرَ مُمْكِنَةِ وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ عَوْدَته بـ “سَيْفِ اللهِ الْمَسْلُول”.

وبعد أن لَحِقَ الرَّسُولُ الكَرِيمُ عَليه الصلاة والسلام بالرفيق الْأَعْلَى كَلفَهُ الخليفة أبو بكر الصديق بتجهيز جيش قوى المحاربة جيوش المرتَدينَ وَعَلَى رَأْسِهِمْ مُسَيْلِمَةُ الكَذَّابُ مُدْعِى النُّبُوَّةِ، فَهَزَمَهُ خَالِدُ في مَعْرَكَةِ الْيَمَامَة وَقَتَلَهُ، وهى من أكبر المعارك التي خاضها المُسْلِمُونَ ضدالمر تدين.

أما أكبر انجازات سيف الله المسلول على الإطلاق فهو انتصاره في معركة اليرموك على جيش الرومان الذى تكون من ٢٤٠ ألف مقاتل وكان جيش المسلمين ٤٠ ألف مقاتل واستمرت معركة اليرموك ستة أيام، وكان خالد يحارب بسبفين.

وَلَقَدْ بَهَرَتْ عَبْقَرِيةً “خالد” الْعَسْكَرِيَّةُ قَادَةَ الرُّومِ وَأَمْرَاءَهُمْ إلى دَرَجَة أَنَّ أَحَدَهُمْ وَاسْمُهُ “جرجة ” دَخَلَ فِى الْإِسْلَام عَلَى بد “خالد” وَحَارَبَ فِى صُفُوفِ المُسلِمينَ أَعْدَاء الْإِسْلَامِ، وَقُتِلَ لِيُصْبِحَ مِنْ شُهَدَاءِ الْمُسْلِمِينَ.

وَقَاتَلَتْ نِسَاء الْمُسْلِمِينَ مِنْ خَلف جيشهِنَّ، وَعَلَى رَأْسِهِنَّ حَوْلَهُ بِنْتُ الْأَزْوَر وَقَتَلْنَ عَدَدًا كبيرًا من الروم، وَكُنَّا يُحفَرْنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْقِتَالِ، وَيَرْجُرْنَ مَنْ يَتَقَاعَسُ مِنْهُمْ عَن القتال، ويُقَدِّمَنَ الْإِسْمَافات اللازمةَ لِجَرْحَى الْمُسْلِمِينَ.

وَفِي أَشْتَاءِ هَذِهِ الْمَعْرَكَةِ تُوُفِّيَ الْخَلِيفَةُ أَبُو بَكْرِ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَحَلَّ مَحَلَّهُ الخَليفَةُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ الَّذِي أَرْسَلَ أَمْرًا بِعَزْلِ خالد بن الوليد من إمَارَة الْجَيْش، وتنصيب أبي عُبَيْدَةَ بن الجراح بَدَلًا مِنْهُ منْهُ، فَتَقَبَّلَ خَالِدٌ هَذَا الْأَمْرَبـصدرحب، وَنَفْس رَاضِيَة، وَلَكِنَّهُ أخفى  عَلَى الْجَمِيعِ هَذَا الْخَبَرَ حَتَّى انْتَهَتِ الْمَعْرَكَةُ،

وَانتَصَرَ الْمُسْلِمُونَ، عندئذ قَدَمَ فُرُوضَ الطَّاعَةِ وَالْوَلَاء لأبي عبيدة بنِ الْجَرَّاحِ الَّذِي تَعَجَبَ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ.

وَرَحلَ البطل إلَى بَلْدَة حمص فى سوريا، وفى أَحَدٍ أَيَّامٍ عَام ٦٤٢م. وَكَانَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْر ثَمَانِيَةَ وَخَمْسِينَ عَامًا وَافَتْهُ الْمَنيَّةُ، وَقَالَ وَهُوَ عَلَى فراش الموت: ” مَا فِى جَسَدِى مَوضعُ شبر إلَّا وَفِيهِ ضَرْبَةً سَيْف او سَهُم، أَوْرمية طَعْنَةً بِرُمْحٍ، وَهَا أَنَا ذَا أَمُوتُ عَلَى فِرَاشِي أَنْفِي حتف كَمَا يَمُوتُ الْبَعيرُ، فَلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الْجُبَنَاءِ.

مات خالد بن الوليد وَلَمْ يَتْرُك ميرانا سوى سيفه وفرسه، هذه الْفَرَسُ التي شاركت صاحبها معظم انتصاراته، وقفت وعيناها عَلَى الْقَبْر وهي تُحرِّك رَأْسَهَا إلى أعلى وَإِلَى أَسْفَلَ مُلوحَةً لسيدها وبطلها، مُؤدِّيَةً لَهُ تَحيَّةَ الوداع.

٢٠٢٣١٠٢٩ ٢٠٥٦٤٢

الظاهر بيبرس(فاتح عكا)

    الظاهر بيبرس


موقع معلومات قيمة


٢٠٢٣١٠٢٨ ٢١٢٠١١هو ركن الدين بيبرس البندقداري”، الذي لقب بـ “سلطان مصر والشام”، ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكًا يُباع فى أسواق بغداد والشام، وانتهى بهِ الْأَمْرُ كَأحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط لقبه الملك الصالح أيوب في دمشق بـ ركن الدين، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه ب”اللك الظاهر”.

ولد بيبرس عَامَ ٦٢٠هـ / ۱۲۲۳م منْ أَصْلِ تُرْكي من بلاد ” الْقَبْجَاقِ” ( كازاخستَانَ حَاليًا) وقع فى أسر المغُول وَهُوَ فِى الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ عمره،وتم بيعه فى أسواق الرقيق بدمشقَ فَاشْتَرَاهُ الأمير “علاء الدِّينِ الْبِندِقْدَارِيُّ، وَلِذَا سَمَى بِيبَرْسُ بِـ ” الْبَندِقْدَارِى”.

ثُمَّ انتقل إلى خدمة الملك الصالح نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ سُلْطَانِ مِصْرَ الَّذِي أَعْتَقَهُ وَجَعَلَهُ مِنْ جُمْلَة مَمَاليكه، ثُمَّ وَلَاهُ رِئَاسَةَ إِحْدَى فِرَقِ حَرَسِهِ الْخَاصُ وَرَقَاهُ قائدا لفرقة المماليك لَمَا رَأَى مِنْ شَجَاعَته وفروسيته وإقدامه وشخصيته القوية.

برز بيبرس بشكل كبير عندَمَا قَادَ جَيْشَ الْمماليك في مَعْرَكَة المنصورة ضد الصليبيين فى رَمَضَانَ مِنْ عَام ٦٤٧ هـ / ١٢٤٩م، فقد شن الفرنجة الصَّليبيون هُجُومًا مُبَاعْتَا عَلَى الْجَيْش المصرى مما تسبب بمقتل قائد الجيش المصرى فخر الدين بن الشَّيْخ”، فَارْتَبَكَ الْجَيْش، وكاد ينْهَرْمُ، إلا أنّ القائد الجديد “بيبَرْسَ” وَضَعَ خَطَةَ عسكرية مُحْكَمَةَ أدَّتُ إلى هزيمة الفرنج في مَعْرَكَةِ المَنْصُورَة، وَتَم أَسْرُ قائدهم الملك الْفَرَنْسى لويس التاسع” وَحَبْسه فى دارابن “لقمان”.

وَقُتِلَ السُّلْطَانُ عِزُ الدِّينِ أَيْبَكُ عَلَى يَدِ شَجَرِ الدُّرِّ الَّتِي قُتِلَتْ هيَ أَيْضًا عَلَى يَد الزَّوْجَةَ الأولى للسلطان “أَيْبَكَ”، وَأصْبَحَ “قطر” الحاكم الفعلى لمصْرَ، وَجَاءَهُ رُسُلُ التَّتَارِ وَقَائدهم “هولاكو” لتَسْتَسْلم مضر، والمصريونَ، فَقَتَلَ َقطْرُ رُسُلَ هُوَلَا كُو، وَأَعْلَنَ الْحَرْبَ على  التتار.

فارسل “بيبرس” ومن معه من المماليك يعتذرون للأمير “قطر”، فعفا عنهم وحارب بيبرس بجانب قُطز وانتصروا على التتار في معركة عين جالوت، وفى طريق عودة الجيش المصرى مُنتَصرًا إلى مضـرقتل “بيبرس ” السُّلْطَانُ “قطر” خوفًا من انتقامه منهم. اتَّفَقَ أَمَرَاءُ المماليك عَلَى مُبَايَعَة “بيبرس” قائدًا لَهُمْ، وَلَقَبُوهُ بـ الملك الظاهر” وَأَجْلَسُوهُ عَلَى كُرْسى الملك.

اسْتَطَاعَ الملك الظاهرُ بيبَرْسُ بحَمْلَة عَسْكَريةِ الْقَضَاءَ عَلَى ثورة الأمير “علم الدين “سنجر” أمير حلب والَّذِي نَادَى بِنَفْسِهِ سُلْطَانًا على دمشقَ، وَتَمْتُ إعَادَةُ دمشقَ تَابَعَةً إلى مصر. كَمَا اسْتَطَاعَ الْقَضَاءَ عَلَى ثَوْرة “الكوراني” داخلَ مِصْرَ، وَهُوَ فَارسى الْأَصْلِ كَانَ يَهْدُفُ إِلى قلب نظام الحكم، كما استطاع بيبرس إحْيَاء الخلافة العباسية للمرة الثانية بالقاهرة، استقدم السلطان أَبَا الْعَبَّاسِ” وَلُقب بالخليفة “الحاكم بأمر الله”، وَالَّذِي قُتل فيما بَعْدُ وَهُوَ يُحاول بجيشه التغلب عَلَى جيش المغول.

وَشَهِدَ عَصْرُ “بيبَرْسَ” نَهْضَةً َمعْمَارية وَتَعْلِيمِيَّةً كبيرةً، وَذَلكَ بِإِنْشَاءِ الْمَدَارِسِ بِمِصْرَ وَدِمَشْقَ وَاهْتَمَّ بِتَجْدِيدِ الْجَامِعِ الْأَزْهَرِ، وَأَنْشَأَ عام ٦٦٥ هـ ١٢٦٨م جَامِعًا عُرِفَ بِاسْمِهِ إِلَى الْيَوْمِ فِى الْقَاهِرَةِ وَهُوَ.

جامع الظاهر بيبرس” في حي الظاهر. وَقَدِ اسْتَطَاعَ “بيبَرْسُ ” أَنْ يُقِيمَ تَحَالُفَاتَ عَرَبِيَّةً وَأُورُوبِّيَّةً عَدِيدَةً لأَنَّهُ كَانَ يَسْتَعِدُ لِلْجِهَادِ ضَدَّ الْمَغُولِ، وَضِدُّ الصَّليبيِّينَ.

وَمَا أَنِ اقْتَرَبَ جُنُودُ “بيبَرْسَ” مِنْ أَسْوَارٍ عَكَّا حَتَّى بَدَأْوا بِهْجُومٍ اندِفَاعِيُّ كَبِيرٍ، وَاسْتُخدمَ المَنْجَنِيقُ بِكَثْرَةِ لَاشَاعَةِ جَوْ مِنَ الْخَوْفِ وَالدُّعْرِ فِي قُلُوبِ الصَّليبيينَ دَاخِلَ عَكَّا وَتَمْ فَتَحُ أَبْوَابِ الْقَلْعَةَ الحصينة، وأبلى جُنُودُ “بيبَرْسَ بَلَاءَ حَسَنًا، وَاسْتَطَاعُوا أَنْ يَقْتُلُوا الكثير مِنْ جُنُودِ وَفَرْسَانِ الْحِصْنِ، وَأَسْرَعَ الْكَثِيرُ مِنْ أُمَرَاءِ الصَّلِيمِيِّينَ إلى “بيبرس ” يَطلُبُونَ الصُّلْحَ، فَوَافَقَ عَلَى الصُّلْحِ مَعَ بَعْضِ الْإِمَارَاتِ وَرَفَضَهُ مَعَ بَعْض الْإِمَارَاتِ الْأُخْرَى، وَعَادَ “بيبَرْسُ إِلَى مِصْرَ مُحققًا انتصارات كبيرَةَ عَلَى الصَّليبيِّينَ.

وَأَقَامَ الملكُ الظَّاهِرُ “بيبَرْسُ” عَلَاقَاتِ مَعَ كُلِّ مِنْ بِلَادِ النُّوبَة وَالْحِجَاز، وَتُوتُسَ، وَغَيْرها من البلاد واهْتَم “بيبَرُسُ” بالعلوم والدين لإيمانه بأهمية الاعتماد عَلَى الْعِلْمِ بِاعْتِبَارِهِ السَّبِيلَ الوحيد للرقى والتَّقدم، كَمَا اهْتَم بالزُرَاعَةَ، وَأَيْضًا بِالصَّنَاعَة مثل صناعَة : السلاح والزجاج، وَالْخَزَفِ، وَالنَّسِيجَ وَكَذَلِكَ اهْتَم بالمرأة، وأمرَ الْحُكّام بالاهتمام بزوجاتهمْ، فَانْتَقَلَ هَذَا الاهْتِمَامُ إلَى الشَّعْب كَمَا اهْتَمَّ بالبريد وخاصَّةَ الْبَرِيدَ الْجَوَى عَنْ طَرِيق

الحمام الزاجل وتوفى الملك الظاهر “بيبَرْسُ ” وَهُوَ فى دمشقَ يَوْمَ الْخَميس ٢٧ من مُحَرَّم من عام ٦٧٦ هـ الموافق، مَايُو عَامَ ۱۲۷۷م وَدُفن في المكتبة الظاهرية في دمشقَ بَعْدَ حُكْم دَامَ ١٧ سنة، وَقَدْ بَلَغَ مِنَ الْعُمْر ٥٤ سَنَةً، وَتَوَلَّى الحكم من بعده أكبر أبنائه “ناصر الدين”، إلَّا أَنَّ أَوْلَادَ”بيبَرْس” لَمْ يَدُمُ لَهُمُ الْحُكْمُ طَوِيلًا.٢٠٢٣١٠٢٨ ٢٢٤٩١٧

سيف الدين قطر

       سيف الدين قطز


موقع معلومات قيمة


٢٠٢٣١٠٢٨ ٢٠٥١٥٤  1-يعد سيف الدين قطز واحدًا منْ أبْنَاءِ أَهُمُ الْأُسر الحاكمة في العالم الإسلامي، وهي تلك الأسْرَةُ التى كانت تحكم بلاد خوارزم إقليم كزمان الحالى جنوب إيرَانَ فِى الْقَرْن الثالث عشر الميلادي.

والاسم الأصلى لـ “سيف الدين قطز” هو “محمود بن ممدود”، وهوابْنُ أُخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه” الَّذِي تَصَدَى بَعْدَ أَبيه لهجمات المغول، وحَقَّقَ عدة انتصارات عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّهُ هُزم أخيرا وقتل.

وأصْبَحَ “قُطْرُ” مَمْلُوكًا وَتَمْ بَيْعُهُ ضِمْنَ مَمَالِيكَ “عِزُ الدِّينِ أَيْبَكَ فِي مضر.

وَأَحَبُ الْأَمِيرُ “عز الدين” المَمْلُوكَ “قطر” وَعَمِلَ عَلَى تَرْقِيَتِهِ حَتَّى صَارَ أكْبَرَ مَمَالِيكه، وَكَانَ يَحْكُمُ ُمصْرَ فِى هَذه الآونة السُّلْطَانُ “نجم الدين أَيُّوبُ، وَالَّذى تَزَوْجَ من امرأة قوية هيَ شَجَرُ الدُّرِّ.

وظهَرَ الْخَطَرُ الصليبى الذى وصل للبلاد من خلال حملة “لويس التاسع” وَتَصَى الجيش المصرى بقيادة المماليك لهذه الحملة وَابُلَى هَوْلَاءِ الْمَالِيكُ _ خاصة قطر مَمْلُوكَ الأمير عز الدين. وَبِيبَرْسَ مَمْلُوكَ الْأَمِيرِ ” أَقْطَاعْ _ بَلَاءً حَسَنًا فِي تِلْكَ الْمَعَارِكِ الَّتِي انتهت بهزيمة الصليبيينَ وَأُسرَ قَائِدُهُمْ “لويس التَّاسِعُ فِي دَارِ ابْنِ لقُمانَ في المَنصُورَة.

وفي أثناء احتدام هذه المعارك مات السلطان “نجم الدين أيوب”. ها خفت “شجر الدر الخبر حتى انتهت الحرب فأعلنت خبر موت السلطان، وطلبت من ولى العهد “توران شَاءَ الْحُضُور من أحد الحصون فى فلسطين إلى مصر ليتولى عرش مصر ولكن توران شاه ” لم يقدر لزوجة أبيه حرصها على أن يعتلى العرش بل اتهمها بسرقة مال أبيه فَتَمَّ اغْتيَالُ تُورَانُ شَاءَ، وَكَانَ مَوْتُهُ يَعْنِي الانتهاء الفعلى لحكم دولة الأيوبيين على مصر والشام بعد استمرار دام حوالى ثمانين عاما . واعتلت شجرُ” “الدر” كرسي السلْطَنَة عَلَى مصر والشام، ثم تزوجت الأمير عز الدين أيبك.

وأوعز الأمير “عز الدين” إلى “قطر” بضَرُورَةِ التَّخَلُص مِنَ الْأَمير “أَقْطَائ”، فَتَمَ اغْتيَالُهُ، وَفَرَّ أَتْبَاعُهُ منَ الْمَمَالِيكَ وَعَلَى رَأْسِهِمْ بيبرس” إلى الشام.

وَتَامَرَتْ شَجَرُ الدُّرُ عَلَى اغتيال زَوْجِهَا الأمير “عز الدين أيبك” لأنه تزوج من أخت أمير الموصل، وانتقمتْ ضَرْتُهَا أُمُّ عَلَى مِنْهَا فقتلتها، وأصْبَحَ وَلَدُهَا السُّلْطَانُ مَنْصُورُ عَلى” هو سُلْطَانَ مِصْرَ رَغمَ أَنَّهُ مَا زَالَ طفلا.

وَأَصْبَحَ “قُطرُ” نائبًا لَهُ الَّذى أَصْبَحَ الْحَاكِمُ الْفَعَليَّ لِمصْرَ فَعَمل عَلَى حفظ كَرَامَة مصْرَ ، وَسَلَامَة أراضيها، وارتبط بعلاقة وثيقة بالشيخ “العز بن عَبْد السَّلَام ، قاضى قُضَاةِ مِصْرَ، وَسَائِدَ قَطرَ فِي حكم مصْرَ بِالْعَدْلِ وَالنَّزَاهَة.

وتوالت الأخبارُ السَّيِّئَةُ عَلى القاهرة بسقوط بَغْدَادَ فِي يَد الْمغُول. وقتل الخليفة المستعصم بالله وتحركت جحافل المغول نحو الشام فسقطت مدتها الكبرى فى يد ” هولاكو” ، وكانت مصر التالية للمغول وَأَرْسَلَ “هولاكو” رسالة تهديد لقُطر، وَكَانَتْ فَحَوَى الرُسَالَةَ إِمَّا الاستسلام وإما الموت.

فقام قطر بقطع أعناق وقد “هولاكو”، ونادى بالجهاد في سبيل الله،وبدأ الاستعداد للمعركة الفاصلة مع المغول، ورجع بعض المماليك – ومن بينهم بيبرس – منَ الشَّامِ إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرِكُوا فِي قتال المغول.

ووصل قطر إلى فلسطين وانضم بجيشه مع جيش “بيبرس “، وصار الجيش كله إلى منطقة عين جالوت” حيثُ يُعَسكر جَيْشُ المغول بقيادة “كتبعًا” – حَيْثُ سَافَرَ هُولاكو إلى بلاده لاختيار الخان الأعظم الجديد، لأن الْخَانَ الْأَعظم مات.

والْتَقَى الْجَيْشان يَوْمَ الْجُمُعَة الْموافق ٢٥ رَمَضَانَ عَامَ ٦٥٨ هـ – ٣ سبتمبر عَامَ ١٢٦٠م – وَحَاوَلَ بَعْضُ الْفُرْسَانِ الْمَقُولُ أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْ قطر في مُحاولة لقتله، فأصيب أعلى ذراعه، وصاح المغول: قتل قطرُ، وَحَدَثَ ارتباك فى صفوف الجيش المصرى عِنْدَ سَمَاعِهِمْ هَذَا الصِّيَاحَ إِلَّا أَنْ قُطْر قَامَ بخلع خوذته النُّحَاسِيَّةِ الَّتِي تَحْمِي رَأْسَهُ وَأَلْقَاهَا عَلَى الْأرْضِ، وَصَاحَ بِكُلِّ قُوَّة : وَالإِسْلَامَاهُ … وَالإِسْلَامَاهُ.

وَالْهَبَتْ هذه الصَّيْحَاتُ حَمَاسَةَ كُلِّ الْجُنُودَ، فَانْطَلَقُوا بِكُلِّ قُوَّة صوب الجيش المغولى، وَاسْتَطَاعَ قُطرُ قَتْلَ كِتَبُغَا قَائِدِ الْمَغُول فَصَاحَ الْمُصْرِيُّونَ : وَالإسْلامَاهُ .. قتل كتُبُغَا.. وَانْهَزَمَ جَيْشُ المَغُولِ شَرْ هزيمة في معركة “عين جَالُوتَ” بقيادة القائد المُسلِم الْقَذ سَيْف الإسلام قطر”، وبعد المعركة جمع كل أفراد جيشه وَصَلَّى بهمْ صَلَاةَ شكر الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى هَذَا النَّصْرِ ، وَأَرْسَلَ رِسَالَةَ إِلَى الْقَاهِرَةِ تُخَبِرُ سُكَانَهَا بِنَبَا هَذَا النَّصْرِ الْكَبيرِ عَلَى الْمَقُولِ.

وفي طريق العودة وعند بلدة ” الصالحية ” طَلَبَ قُطْرُ مِنْ جَيْشِهِ أَنْ يتوقف للراحة وتامر “بيبرس ” مَع بَعْض المماليك عَلَى قتل “قطر” الَّذِي كَانَ يَنْوِى أن يترك الحكم لـ “بيبرس”، وَلَكِنَّ هَذَا الْأَخِيرَ لَمْ

يُمْهِلُهُ فَتَخَلَصَ مِنْهُ.

هَكَذَا مَاتَ الْبَطَلَ” قُطْزُ “بطَعَنَات الغَدْر وَالْحْيَانَةِ، مَاتَ بَعْدَ أَنْ حَقَّقَ أَغْلَى أَمَانِيه وهى تحقيق الانتصار الساحق عَلَى الْمَقُولِ الَّذِي أَذًى إِلَى الْحِسَارِ نُفُوذِهُمْ فِي الْمُنطَقَةِ الْعَرَبِيَّةِ نهائيا.٢٠٢٣١٠٢٨ ٢١٠٣١٦