صفات النبي الخلقية والخلقية

دليل من الكتاب (القرآن الكريم)

قَالَ تَعَالَى:

(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

نشا نبينا محمد ﷺعلى مكارم الاخلاق، وكان الصدق والأمانة من أبرز الصفات التي امتاز بها بين

قومه فكانوا يُلقبونه بالصادق الأمين، وفي قول الله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) أعظم شهادة على

عظمة أخلاق الرسول ﷺ و علو شأنه في التعامل مع

ربه ونفسه ومجتمعه.

صفات النبي ﷺ الجسدية

قال رجل من أصحاب الإمام علي: يا أمير المؤمنين

صف لنا رسول ﷺ كأننا ننظر إليه، فإنك أحفظ لذلك

منا فصوب الإمام علي عليه السلام رأسه إلى الأرض،

ورَقَ لِذِكْرِ رسول الله الا الله واغرورقت عيناه بالدمع،

ثم رفع رأسه وقال : « نعم، كان رسول الله له الا الله أبيض اللون، مُشْرَبًا بحُمْرة، أدعَجَ العينين، سبط

الشعر كَثُ اللحية »، ثم قال في هيئته : « لم يكن بالطويل ولا بالقصير، كأنما عَرَقهُ اللؤلؤ، ريح عرقه

أطيب من المسك، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله

عليه وآله ».

وصف كفار قريش للنبي ﷺ

كان النبي الا الله على خلق عظيم قبل بعثته

الشريفة، وكان محل إعجاب وتقدير قومه ومجتمعه، بل لقد كان مضرب المثل في ذلك، وقد شهد الكفار

أنفسهم قبل البعثة وبعدها لرسول الله بالصدق

والأمانة والعفاف والحكمة، ومن الأمثلة والشواهد على ذلك ما يلي:

١- قال النضر بن الحارث لقريش: ” قد كان محمد

فيكم غلامًا حَدَنَا

١- أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْه

٢- الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر لا والله ما هو
بساحر”.

٢ – لما بعث رسول الله له برسالة إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام أحضر قيصر أبا سفيان وسأله بعض

الأسئلة، مستفسرا عن النبي . ومما سأله عنه قال :

فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان : فقلت : لا ، قال : فهل يغدر؟ قلت: لا،

قال : كيف

عقله ورأيه ؟ قلت: لم نعب له عقلا ولا رأيا قط . ٣-

ما روي أن الأخنس بن شريق لقي أبا جهل يوم بدر فقال له: يا أبا الحكم ليس هنا غيري وغيرك كلامنا،

تخبرني عن محمد أصادق أم كاذب؟ فقال أبو جهل : والله إن محمدًا لصادق وما جربنا عليه كذبًا قط”،

فقال الأخنس: فلماذا تكذبه؟ فقال: “تنازعنا الشرف

مع بني عبد مناف، حتى إذا كنا كفرسي رهان قالوا :

منا نبي يأتيه الوحي من السماع والله لا نؤمن بذلك”.

ابرز صفات الرسول ﷺ وأحواله

كان رسول الله ﷺ موضع إجلال وانجذاب واحترام

لكل من عرفه وكل من تبعه فمواصفاته وأخلاقه الشخصية كانت تشير إلى منتهى الكمال البشري، ومن

صفاته الأخلاقية ما وصفه به الإمام علي بن أبي

طالب كرم الله وجهه بقوله : « كان رسول الله ﷺ أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس

لهجة، وأوفاهم ذمة وألينهم عريكة ١- وأكرمهم

عشيرة من رآه بديهة ٢- هابه، ومن خالطه

معرفةً ،أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده ».

وسئلت أم المؤمنين عائشة عن خلق رسول الله له

وما كان عليه من حسن المعاملة مع أهله وجميع الناس من حوله، فقالت : « كان خلقه القرآن». ومن

أبرز صفات الرسول الكريم ﷺوأحواله الشخصية ما يلي:

١- كلامه و منطقه

كان ﷺ طويل الصمت، دائم الفكر، لا يتكلم في غير

حاجة، يتكلم بجوامع الكلم، ولا يقول إلا صدقا، وكان

صلوات الله عليه وعلى آله يكلّم الناس على قدر عقولهم، وكان يُكثر من ذكر الله، ولم يُر إلا ذاكرًا

مسبحًا، أو شاكرًا مستغفرًا، وكان يقول : “إني

لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة”.

٢- طعامه ومأكله :-

كانﷺ إذا أكل سمّى الله، وكان يأكل بثلاث أصابع،

وياكل مما يليه . ولا يتناول من بين يدي غيره، وما

ذمّ رسول الله ﷺ طعاما قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه، وما رؤي يأكل متكمًا قط . وكان إذا فرغ

من طعامه يغسل يديه حتى ينقيها، فلا يوجد لما

أكل رائحة.

٣-نظافته ، وحسن مظهره، وتنظيم أوقاته

كان ﷺ ان ينظم وقته، فيجعل جزءًا منه للعبادة، وجزءا

منه للخلوة بأهله وجزءًا لنفسه ولأهل الحاجة من الناس، فعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : ”

كان رسول الله ﷺ إذا دخل منزله جزا دخوله ثلاثة

أجزاء: جزء لله وجزء لاهله، وجزء لنفسه، ثم جزا جزاه بينه وبين الناس” . وكان صلوات الله عليه

وعلى آله شديد الاهتمام بالطهارة والنظافة والسواك، وطيب الرائحة، فعن أنس بن مالك قال: صحبت

رسول الله ﷺعشر سنين، وشممت العطر كلّه، فلم أشم نكهة أطيب من نكهة رسول اللهﷺ . و كان ﷺ يوصي أصحابه أن يلزموا نظافة أبدانهم وملابسهم،

فيقول: “إن الله يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه

أن يتزين لهم ويتجمل”.

٤-تواضعة وحسن معاملته

كان الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كريم

الطبيعة جميل المعاشرة متواضعًا، جوادًا – كريمًا-

رقيق القلب رحيما بكل مسلم فمن تواضعه صلوات الله عليه وعلى آله أنه – صلى الله عليه وعلى آله

وسلم – كان يجلس على الأرض، وينام على الأرض،

ويأكل على الأرض، وكان يخصف نعله، ويرفع ثوبه

ويفتح الباب ويحلب الشاة، ويعين أهله في بعض

أعمالهم، وكان يأكل مع المساكين ويناولهم بيده وكان لا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله،

وكان

– صلى الله عليه وعلى آله وسلم –

يُسلّم على من استقبله من غني وفقير وكبير

وصغير ، وكان – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لا

يمد رجليه وهو جالس بين أصحابه، وكان لا ينصرف

حتى يكون جليسه هو الذي ينصرف قبله، صلوات الله عليه وعلى آله.

الدروس والعبر

١- الرسول الكريم ﷺ قدوة وأسوة للمسلمين في كل شؤونهم. عالمية الدعوة الإسلامية وصلاحيتها لكل زمان ومكان.

٢- أبرز صفات المسلم الصدق والأمانة .

٤- الاقتداء بالرسول الله ﷺفي تواضعه وحسن معاملته مع الناس .

٥- المسلم يلتزم سنة النبي الله ﷺفي الأكل والشرب وسائر التصرفات .

٦ – المسلم يحافظ على الطهارة، ويهتم بالنظافة وحسن المظهر .

٧- الصفات الأخلاقية للرسول الأعظمﷺ لترسم نموذجا للحياة الكريمة التي يحبها الله تعالى.

وفي الاخر لاتنسوا ذكر الله والصلاة على اشرف الانبياء والمرسلين ﷺ