سيف الدين قطر

       سيف الدين قطز


موقع معلومات قيمة


٢٠٢٣١٠٢٨ ٢٠٥١٥٤  1-يعد سيف الدين قطز واحدًا منْ أبْنَاءِ أَهُمُ الْأُسر الحاكمة في العالم الإسلامي، وهي تلك الأسْرَةُ التى كانت تحكم بلاد خوارزم إقليم كزمان الحالى جنوب إيرَانَ فِى الْقَرْن الثالث عشر الميلادي.

والاسم الأصلى لـ “سيف الدين قطز” هو “محمود بن ممدود”، وهوابْنُ أُخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه” الَّذِي تَصَدَى بَعْدَ أَبيه لهجمات المغول، وحَقَّقَ عدة انتصارات عَلَيْهِمْ وَلَكِنَّهُ هُزم أخيرا وقتل.

وأصْبَحَ “قُطْرُ” مَمْلُوكًا وَتَمْ بَيْعُهُ ضِمْنَ مَمَالِيكَ “عِزُ الدِّينِ أَيْبَكَ فِي مضر.

وَأَحَبُ الْأَمِيرُ “عز الدين” المَمْلُوكَ “قطر” وَعَمِلَ عَلَى تَرْقِيَتِهِ حَتَّى صَارَ أكْبَرَ مَمَالِيكه، وَكَانَ يَحْكُمُ ُمصْرَ فِى هَذه الآونة السُّلْطَانُ “نجم الدين أَيُّوبُ، وَالَّذى تَزَوْجَ من امرأة قوية هيَ شَجَرُ الدُّرِّ.

وظهَرَ الْخَطَرُ الصليبى الذى وصل للبلاد من خلال حملة “لويس التاسع” وَتَصَى الجيش المصرى بقيادة المماليك لهذه الحملة وَابُلَى هَوْلَاءِ الْمَالِيكُ _ خاصة قطر مَمْلُوكَ الأمير عز الدين. وَبِيبَرْسَ مَمْلُوكَ الْأَمِيرِ ” أَقْطَاعْ _ بَلَاءً حَسَنًا فِي تِلْكَ الْمَعَارِكِ الَّتِي انتهت بهزيمة الصليبيينَ وَأُسرَ قَائِدُهُمْ “لويس التَّاسِعُ فِي دَارِ ابْنِ لقُمانَ في المَنصُورَة.

وفي أثناء احتدام هذه المعارك مات السلطان “نجم الدين أيوب”. ها خفت “شجر الدر الخبر حتى انتهت الحرب فأعلنت خبر موت السلطان، وطلبت من ولى العهد “توران شَاءَ الْحُضُور من أحد الحصون فى فلسطين إلى مصر ليتولى عرش مصر ولكن توران شاه ” لم يقدر لزوجة أبيه حرصها على أن يعتلى العرش بل اتهمها بسرقة مال أبيه فَتَمَّ اغْتيَالُ تُورَانُ شَاءَ، وَكَانَ مَوْتُهُ يَعْنِي الانتهاء الفعلى لحكم دولة الأيوبيين على مصر والشام بعد استمرار دام حوالى ثمانين عاما . واعتلت شجرُ” “الدر” كرسي السلْطَنَة عَلَى مصر والشام، ثم تزوجت الأمير عز الدين أيبك.

وأوعز الأمير “عز الدين” إلى “قطر” بضَرُورَةِ التَّخَلُص مِنَ الْأَمير “أَقْطَائ”، فَتَمَ اغْتيَالُهُ، وَفَرَّ أَتْبَاعُهُ منَ الْمَمَالِيكَ وَعَلَى رَأْسِهِمْ بيبرس” إلى الشام.

وَتَامَرَتْ شَجَرُ الدُّرُ عَلَى اغتيال زَوْجِهَا الأمير “عز الدين أيبك” لأنه تزوج من أخت أمير الموصل، وانتقمتْ ضَرْتُهَا أُمُّ عَلَى مِنْهَا فقتلتها، وأصْبَحَ وَلَدُهَا السُّلْطَانُ مَنْصُورُ عَلى” هو سُلْطَانَ مِصْرَ رَغمَ أَنَّهُ مَا زَالَ طفلا.

وَأَصْبَحَ “قُطرُ” نائبًا لَهُ الَّذى أَصْبَحَ الْحَاكِمُ الْفَعَليَّ لِمصْرَ فَعَمل عَلَى حفظ كَرَامَة مصْرَ ، وَسَلَامَة أراضيها، وارتبط بعلاقة وثيقة بالشيخ “العز بن عَبْد السَّلَام ، قاضى قُضَاةِ مِصْرَ، وَسَائِدَ قَطرَ فِي حكم مصْرَ بِالْعَدْلِ وَالنَّزَاهَة.

وتوالت الأخبارُ السَّيِّئَةُ عَلى القاهرة بسقوط بَغْدَادَ فِي يَد الْمغُول. وقتل الخليفة المستعصم بالله وتحركت جحافل المغول نحو الشام فسقطت مدتها الكبرى فى يد ” هولاكو” ، وكانت مصر التالية للمغول وَأَرْسَلَ “هولاكو” رسالة تهديد لقُطر، وَكَانَتْ فَحَوَى الرُسَالَةَ إِمَّا الاستسلام وإما الموت.

فقام قطر بقطع أعناق وقد “هولاكو”، ونادى بالجهاد في سبيل الله،وبدأ الاستعداد للمعركة الفاصلة مع المغول، ورجع بعض المماليك – ومن بينهم بيبرس – منَ الشَّامِ إِلَى مِصْرَ لِيَشْتَرِكُوا فِي قتال المغول.

ووصل قطر إلى فلسطين وانضم بجيشه مع جيش “بيبرس “، وصار الجيش كله إلى منطقة عين جالوت” حيثُ يُعَسكر جَيْشُ المغول بقيادة “كتبعًا” – حَيْثُ سَافَرَ هُولاكو إلى بلاده لاختيار الخان الأعظم الجديد، لأن الْخَانَ الْأَعظم مات.

والْتَقَى الْجَيْشان يَوْمَ الْجُمُعَة الْموافق ٢٥ رَمَضَانَ عَامَ ٦٥٨ هـ – ٣ سبتمبر عَامَ ١٢٦٠م – وَحَاوَلَ بَعْضُ الْفُرْسَانِ الْمَقُولُ أَنْ يَقْتَرِبُوا مِنْ قطر في مُحاولة لقتله، فأصيب أعلى ذراعه، وصاح المغول: قتل قطرُ، وَحَدَثَ ارتباك فى صفوف الجيش المصرى عِنْدَ سَمَاعِهِمْ هَذَا الصِّيَاحَ إِلَّا أَنْ قُطْر قَامَ بخلع خوذته النُّحَاسِيَّةِ الَّتِي تَحْمِي رَأْسَهُ وَأَلْقَاهَا عَلَى الْأرْضِ، وَصَاحَ بِكُلِّ قُوَّة : وَالإِسْلَامَاهُ … وَالإِسْلَامَاهُ.

وَالْهَبَتْ هذه الصَّيْحَاتُ حَمَاسَةَ كُلِّ الْجُنُودَ، فَانْطَلَقُوا بِكُلِّ قُوَّة صوب الجيش المغولى، وَاسْتَطَاعَ قُطرُ قَتْلَ كِتَبُغَا قَائِدِ الْمَغُول فَصَاحَ الْمُصْرِيُّونَ : وَالإسْلامَاهُ .. قتل كتُبُغَا.. وَانْهَزَمَ جَيْشُ المَغُولِ شَرْ هزيمة في معركة “عين جَالُوتَ” بقيادة القائد المُسلِم الْقَذ سَيْف الإسلام قطر”، وبعد المعركة جمع كل أفراد جيشه وَصَلَّى بهمْ صَلَاةَ شكر الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى هَذَا النَّصْرِ ، وَأَرْسَلَ رِسَالَةَ إِلَى الْقَاهِرَةِ تُخَبِرُ سُكَانَهَا بِنَبَا هَذَا النَّصْرِ الْكَبيرِ عَلَى الْمَقُولِ.

وفي طريق العودة وعند بلدة ” الصالحية ” طَلَبَ قُطْرُ مِنْ جَيْشِهِ أَنْ يتوقف للراحة وتامر “بيبرس ” مَع بَعْض المماليك عَلَى قتل “قطر” الَّذِي كَانَ يَنْوِى أن يترك الحكم لـ “بيبرس”، وَلَكِنَّ هَذَا الْأَخِيرَ لَمْ

يُمْهِلُهُ فَتَخَلَصَ مِنْهُ.

هَكَذَا مَاتَ الْبَطَلَ” قُطْزُ “بطَعَنَات الغَدْر وَالْحْيَانَةِ، مَاتَ بَعْدَ أَنْ حَقَّقَ أَغْلَى أَمَانِيه وهى تحقيق الانتصار الساحق عَلَى الْمَقُولِ الَّذِي أَذًى إِلَى الْحِسَارِ نُفُوذِهُمْ فِي الْمُنطَقَةِ الْعَرَبِيَّةِ نهائيا.٢٠٢٣١٠٢٨ ٢١٠٣١٦